شهدت الأيام الماضية موجة من الانتقادات الحادة التي استهدفت مهاجم نادي الهلال السعودي، الأوروجوياني داروين نونيز، بعد سلسلة من المباريات التي لم ينجح خلالها في تسجيل الأهداف، ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير والإعلام على حد سواء.
لكن في المقابل، خرج قطاع كبير من جمهور الهلال للدفاع بقوة عن لاعبهم الجديد، مؤكدين أن ما يتعرض له من انتقادات تجاوز حدود المنطق، وبلغ حد "الاغتيال المعنوي" الذي قد يؤثر سلبًا على جاهزيته النفسية والذهنية.
أحد أكثر التصريحات التي فجّرت الغضب الجماهيري كان من المصري أحمد حسام ميدو، الذي صرّح عبر إحدى القنوات الرياضية قائلاً: "نونيز سيُصيب جمهور الهلال بالأمراض بسبب كثرة إهداره للفرص".
هذه الجملة تحديدًا اعتبرها جمهور الزعيم غير مسؤولة، وتفتقر إلى الحس الرياضي والتقدير لظروف اللاعبين الأجانب، خاصة الجدد منهم الذين لا يزالون في مرحلة التأقلم مع أجواء الدوري السعودي.
من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أطلق محبو الهلال هاشتاقات ومشاركات عديدة للدفاع عن نونيز، مؤكدين أن اللاعب يتمتع بقدرات هجومية عالية، لكنه بحاجة فقط إلى الانسجام الكامل مع الفريق والدعم المعنوي من الإعلام والجماهير، لا الهجوم المستمر.
ويرى أنصار النادي أن الحكم على تجربة نونيز في الهلال لا تزال مبكرة جدًا، ويجب منحه الوقت الكافي للتأقلم مع أسلوب اللعب في الفريق، خصوصًا وأنه يشارك في دوري جديد يختلف كليًا من حيث الأسلوب والنسق التكتيكي.
تعاقد الهلال مع نونيز خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية في صفقة كبيرة، وسط توقعات بأن يشكل إضافة هجومية قوية إلى جانب زملائه، وعلى رأسهم مالكوم وصالح الشهري وسافيتش. ويبدو أن الجهاز الفني بقيادة سيموني إنزاغي يراهن على انسجام نونيز مع خط الهجوم، وظهوره بشكل مغاير في الجولات القادمة.
محبو الهلال وجّهوا انتقادات لاذعة لبعض المحللين الرياضيين والإعلاميين، معتبرين أن الانتقادات المبالغ فيها لا تصب في مصلحة الفريق، بل قد تدفع اللاعب إلى فقدان الثقة بنفسه، والدخول في دوامة من الضغط النفسي تؤثر على مستواه بشكل كبير.
اختصر جمهور الهلال رسالتهم في عبارة متداولة بشكل واسع على المنصات الرقمية: "ادعموه بدلًا من هدمه.. نحن بحاجة إليه، لا لكسره!"
في إشارة واضحة إلى أن اللاعبين الكبار يحتاجون للحماية النفسية، تمامًا كما يحتاجون للدعم الفني داخل أرض الملعب.